السلام عليكم
هذه قصتي الحقيقية في السنتر ...باختصار
عام 2001 دخلت للجامعة التكنولوجية كطالب في
هندسة الانتاج والمعادن ، كنت رساما ومازلت بالتاكيد .. بعد انتهاء المحاضرات كنت
اذهب الى السنتر لاجلس واسترح قليلا وكان يختلف عن ما ترونه الان فقد تم اعادة
اعماره عام 2002 والسنتر القديم كان بقربه نخلتان لم يبق منهما غير الصور وكانت
ابواب السنتر في مكانات مختلفة ..
كنت اجلس يوميا وانا الطالب المنبهر بما اراه
من واقع جديد يختلف تماما عن ما كان الواقع في الاعدادية .. وبوقتها كنت حزينا جدا
لانني دخلت الجامعة حيث كنت قد خططت سابقا للانتماء للقوة الجوية ولكن رفض اهلي
الامر لان معدلي يكفي لدخول الهندسة ..
كنت اجلس في النادي يوميا وفي الاسبوع الثاني
او الثالث من دوامي لفتت انتباهي طالبة لها هالات غامقة حول عينيها وتبدو حزينة
دوما واصبحت انتظر رؤيتها يوميا .. ولم اكن اعرف اسمها فسميتها (الحزن السعيد)
وتعلقت بها لدرجة انني رسمتها وسألت عنها فعرفت ان احدى الطالبات معي في الخط هي
معها في نفس القسم وكانت هي من قسم العلوم التطبيقية اكبر مني بعام في صف ثاني
وانا بالاول وكانت هذه اول معلومة اعرفها عنها .. ثم حاولت ان طور العلاقة فارسلت
الرسم مع الطالبة التي تعرفها وكنت اتوقع رد فعل ايجابي ولكن تفاجأت ان رد الفعل
جاءني بانها احرقت الرسم وقالت انها لن تدخل السنتر ثانية .. وكنت اتوقع انها لم
تحرق اللوحة .. وحمدت الله انها لا تعرف شكلي .. ولكن المشاعر التي اجربها للمرة
الاولى في داخلي منعتني من السكوت فاردت ان احاول التقرب منها والوسيلة الافضل هي
الاعتذار بان اواجهها واعتذر عن تصرفي .. وفعلا قررت الاعتذار وفعلته بتاريخ
24-11-2001 وكان من اشد اللحظات علي ارتباكا حيث انني لم استطع ان اتكلم بحرية
وكنت اتلعثم ولا اعرف ماذا اقول امامها .. فقالت لي ببرود (ماكو داعي تذل نفسك
اعتذارك غير مقبول ) فرجعت وانا اتفجر بالسعادة لانني كلمتها رغم فشل الخطة ولكن
تكلمت معها للمرة الاولى ...
وقررت ان استغل الموقف لاتقرب منها باعتذار
شديد لانني تعلقت بها اكثر واكثر .. وفعلا اعتذرت مجددا ولكن اخذت معي طالبة
كواسطة وعرفت من خلال اللقاء انها انزعجت لانني رسمتها من دون عيون واعتقدت انني
اقصد انها قبيحة فاخبرتها ان فهمها للامور خاطئ وانا قصدت شيء اخر وتم الصلح الاول
بتاريخ 2-12-2001
وبعدها كنت اغتنم الفرص من اجل ان اكلمها وعرفت انها لم تحرق اللوحة ..
ومشت معرفتنا الى ان وصلنا الى نهاة العام الدراسي وكانت على وشك السفر فكان لابد
لي من ان اعلن حبي لها خصوصا انها ستسافر لعام ولترجع بعدها .. وقررت ان اكتب
اعترافي بحبي لها في اوراق واعطيها لها قبل ان اكلمها وجها لوجه حتى لا ارتبك
وفعلا كتبت اعترافي باربع صفحات واعطيتها لها من ثم اخبرتها بانني تعلقت بها دون
ان ازيد على هذا الكلام وكانت تعرف بالتاكيد كل شيء لان قلب المراءة لا يخطئ ..
فلم ترد علي بجواب الا انها قالت ( لو الله كاتبني الك فجيوش العالم كلها لن
تمنعني عنك ) وقلت لها انا راضي بهذه الاجابة وكانت هذه الاجابة بالنسبة لي موافقة
..
وكان الاعتراف بتاريخ 4 – 5 – 2002
ومن ثم جاءت الامتحانات وافترقنا وبعدها
التقينا مرتين مع بداية صف ثاني وكانت قد اكملت اوراقها للسفر لتدرس الطب في سوريا
فودعتها ووعدتها بالانتظار ... وسافرت ومر عام وبدأت بالدوام بصف ثالث وخلال
غيابها كنت احترق بنار الشوق واكتب الخواطر لها واجمعها ومن ثم جاءت الحرب عام
2003 وانا لا اعرف اي شيء عنها ومع نهاية صف ثالث قررت التحرك لان العام الثاني
على وشك ان ينتهي وانا في الانتظار .. مر عامان على السفر تقريبا .. فذهبت لجامعة
بغداد حيث ان هناك طالبة من جيرانهم اعرفها فذهبت لها وارسلت معها الى المسافرة
حوالي 80 صفحة من خواطر الحب التي لا اشرح بها سوى كلمة (احبك)
ومرت الايام وعاد لي الخبر بانها عادت للعراق
وتركت لي امانه فذهبت وانا كل امل بقراءتها وكانت حوالي 40 صفحة تطلب بها مني ان
لا اتعلق بها واتركها وهي غير مصدقة انني ما زلت اذكرها ... كتبت وهي تبكي
فرفضت ان اطبق كلامها وارسلت ردا بانني
ساتمسك بها .. وفعلا تمسكت ..
وانتهى صف ثالث ومر الان عامان على الفراق
وبدأت اتبادل البريد الالكتروني مع صديقتها (طالبة جامعة بغداد) لعلها تلمحها عادت
للعراق .. ومع بداية صف رابع عرفت انها عادت للعراق ولكنها تركت دراسة الطب وعادت
لتدرس في الكلية التقنية في الدورة وفعلا زرتها هناك واذا بي التقي بها بعد الفراق
الطويل بتاريخ 3-10-2004 واتفقنا بعد لقاء 3 ساعات على الزواج بعدالتخرج ...
وللمرة الاولى منذ 2001 اتفق معها على الزواج وتحديد الموعد النهائي .. واصبحنا
نتبادل الزيارات والاتصال الاكبر كان عن طريق البريد الالكتروني ولم يكن الموبايل
وقتها قد انتشر وكان غالي علي كثيرا ..
وحاولت مع صديقي فتح مشروع قاعة انترنت من
اجل ان يكون لي دخل من اجل الزواج بها ولكن المشروع فشل ..
وتخرجت وبدأت العطلة ..والحقيقة خلال علاقتي
بها كنت انا وهي نرتكب الاخطاء ولم اكن اعرف كيف اعامل النساء لان خبرتي قليلة وهي
حبي الاول وهي ايضا كانت ترتكب الاخطاء ... ولكنها ارتكبت الخطأ الذي كسر ظهري وعرفت انها لم تكن تحبني بقدر ما احبها وكنت انا بحياتها احتمال وارد وليس قدر محتوم كما كنت اعاملها
...
اتفقنا على ان اتقدم لها بتاريخ 21 ايلول عام
2005 ولكن ما حصل انه قبل هذا التاريخ تقدم لها ابن عمتها ( فوافقت ) وعندما
سالتها كنت اتمنى ان تقول لي انهم اجبروها ولكنها وبكل برود اخبرتني انها اخذت
خيرة وطبقت امر الله !!!!!!!!!! والامر بوقتها خلاني عصبي جدا وقررت الاتصال
بوالدها واخبره بكل شيء ... ولكن لم افعل والحقيقة انهاري كان لانني اثق بها كنت اكثر من ثقتي بنفسي واعتبرها ملاكا طاهرا بعيدا كل البعد عن الغدر والخيانة ..
وذقت سم الخيانة للمرة الاولى ... وتمزقت
وتعذبت وانهرت وعانيت من الالم لسنوات.. وكنت احترق الما .. ومرت الايام ومررت
بظروف صعبة نفسية وعائلية واقتصادية ...
وبقيت وحدي ... انزف .. وانزف
ومر على القصة الان 5 سنوات تقريبا وتمكنت
بعون الله من علاج نفسي حيث درست علم النفس وتمكنت من التخلص من كل جراحي وعرفت
اين كانت اخطائي وايضا تمكنت من الحصول على عمل محترم وحسنت وضعي الاقتصادي جيدا
.. ولكن لم اتمكن من ايجاد من تسد الفراغ العملاق في قلبي وعندما ازور الجامعة
وارى الطلاب الجدد انظر اليهم وكانني رجل عاد الى ساحة المعركة ليراها بعد سنوات
.. كم تمنيت ان اجد حب جديد ولكن عملي الحالي لا يسمح لي باي اختلاط مع النساء
فانا في دائرة كلها رجال ..
انتهت القصة .. وانتهى كل شيء .. وانتهت
الذكريات .. ولم يبق من الجامعة عند زيارتي غيد ان اقول في المكان الفلاني في يوم
كذا حصل كذا .. ايها الطلاب الجدد انتم لم تسمعوا بقصتي وربما لها الاف القصص التي
تشبهها ولكنها كانت من اجمل ايام حياتي ....
والواقع بعد التخرج بدأت حياة جديدة اصعب
واقسى وارتطمت بارض الواقع وكنت اقع وانهض واقع وانهض اللى ان وفقني الله لاقوم من
جديد واكون في افضل حالاتي .. واكون مستعدا فعلا للحب الحقيقي والزواج الفوري ..
وعرفت الفرق بين حب المراهقين الذي لا يلتزم باي قوانين ولا اي حسابات وبين الخبرة
العملية والحقيقة انني اجد نفسي الان مؤهلا اكثر ومستعدا اكثر لانني تعلمت من
اخطائي .. فلقد تعلمت الدرس العزيز جدا على قلبي ..
مع كل الحب والتقدير والوفاء
القديس