من طرف myangel الجمعة أكتوبر 30, 2009 2:08 amسعودية تنزع رداء الخوف والرهبة وتقرر «التعايش» مع الإيدز
نقل زوجها المرض إليها قبل أن يتوفى.. وأخفت سرها طوال 9 سنوات عن أقاربها ومعارفها
جدة: نايف الراجحي
جاهدت السعودية (س م)، طوال السنوات التسع الماضية، لتنزع رداء الخوف والرهبة وترتدي ثوب «التعايش» مع مرض الإيدز. بعد أن اتخذ المرض لنفسه من جسدها مسكناً، في حدث «مأساوي» غير مسار حياتها إلى الأبد. هي إحدى المصابات السعوديات بالمرض، لكن قصتها تعتبر نموذجاً لحال الكثيرين غيرها ممكن أن يعانوا آلام المرض والظروف الاجتماعية الصعبة وقسوة نظرة المجتمع.
انتقل مرض«الإيدز» إلى جسد (س م 43 عاماً) عن طريق زوجها قبل تسع سنوات. ولم يطل الزوج مقامه معها في هذه الدنيا، فغادرها قبل سبع سنوات، وترك لها طفلة واحدة رحلت هي الأخرى عن الحياة لاحقاً بعد معاناتها من مرض آخر.
بدأت قصة (س م) مع الإيدز باكتشاف المرض في جسد الزوج، ما استدعى فحصها طبياً للتأكد من احتمال انتقال المرض إليها، فكانت «صدمة» النتيجة الإيجابية قاسية ومؤلمة، ما استدعى تلقيها علاجاً بالمهدئات استمر عاماً كاملاً، خلافاً للعلاج والدعم النفسي الذي مكنها مع مرور الوقت من تجاوز صدمة المرض، إلى التعايش معه، فانضمت إلى قائمة المرضى «المتعايشين» مع الإيدز في السعودية.
وعلى رغم مرور تلك السنوات الطويلة، ما زالت إصابة (س م) بالإيدز سراً تكتمه هي وأفراد أسرتها، فلا يعلمه أي من الأقارب والمعارف والجيران، لخشيتها من جحيم «الوصمة» السلبية التي تطارد المصابين بالمرض كـ«لعنة» صعبة الزوال، وتحولهم إلى منبوذين اجتماعياً حتى من قبل الشرائح المتعلمة.
ومع ذلك، لم تسلم هذه الأربعينية من سلبيات الإصابة بالمرض، فمنذ أن رحل زوجها وهي في سن 33 عاماً رفضت كل من تقدموا لطلب يدها للزواج، هي تعلم وهم لا يعلمون السبب، لكنه القدر شاء لها أن تواجه تحدي الحياة بالدعم الذي تتلقاه من أفراد أسرتها، ومن الأطباء والاختصاصيين المعالجين لها، وأخيراً من المنتسبين إلى الجمعية السعودية لمرضى الإيدز.
وتشرح ظروف أسرتها الاجتماعية الصعبة، موضحة أن الجمعية أحالتها أخيراً إلى «الضمان الاجتماعي» لتلقي مساعدة شهرية تعينها على مواجهة تلك الظروف وصعوبات الحياة، إلا أن طلبها قوبل بالرفض، بحجة أن لديها دخلا ماديا يتمثل في راتب زوجها التقاعدي البالغ 1700 ريال فقط، وهو مبلغ تؤكد أنه لا يفي بمتطلباتها المعيشية مع أسرتها، مشيرة إلى أن مسؤولي الضمان اكتفوا بمنحها مساعدة مقطوعة لمرة واحدة قدرها 8 آلاف ريال، لكنها ذهبت في سداد الديون المستحقة عليها.
ومع جميع هذه الصعوبات والتحديات، تتحدث (س م) بثقة كبيرة وقدرة على التعبير الجيد عن آرائها ومشكلاتها، على رغم حصولها على مستوى تعليمي متدن، مرجعة السبب للبرامج التدريبية وبرامج الدعم النفسي والرعاية الاجتماعية التي يقدمها لها العاملون في الجمعية السعودية لمكافحة الإيدز، ما مكنها من تجاوز محنة المرض، ودفعها إلى الإقبال على الحياة، والإيمان بقدرية المرض، بل وأبدت استعداداً كاملاً لمساعدة أي مصابة جديدة بالمرض، وتقديم الدعم لها.
وفيما شددت على ضرورة الالتزام بالفحص الطبي ما قبل الزواج، وأكدت على أهميته، ناشدت المجتمع بأن يتقبل أن المصابين بمرض الإيدز هم أشخاص طبيعيون، وبالإمكان التعايش معهم، مؤكدة أنه مرض كغيره من الأمراض، ومن ينبذ المصابين به اليوم قد يصاب به غداً.
كما طالبت الجهات المعنية بتقديم الدعم والرعاية اللازمين لهذه الفئة، مشيرة إلى صعوبة الحصول على فرصة عمل للمصابين بالمرض، خصوصاً أن جهات العمل تطلب دائماً فحوصات طبية قبل الالتحاق بالوظيفة.
من جانبها، أوضحت ندى عمر، الاختصاصية الاجتماعية في الجمعية السعودية لمكافحة الإيدز لـ«الشرق الأوسط»، أن الجمعية تستقبل المصابين بالإيدز المحالين إليها من مستشفى الملك سعود بجدة، وهو المستشفى المتخصص في علاج هذه الحالات، موضحة أن المرضى يحالون في البداية وهم يحملون أرقاماً كودية بديلة عن هوياتهم الحقيقية، وتمنحهم الجمعية أرقاماً أخرى غيرها.
وأضافت الاختصاصية الاجتماعية «نعد لكل حالة ملفاً يتضمن معلومات مبسطة عن الوضع الصحي، وأخرى موسعة عن الظروف الاجتماعية، كالحالة الاقتصادية وموارد الدخل، والمستوى التعليمي، وعدد الأطفال وظروف سكنهم، وحفظ أية إثباتات عن مشكلات مادية يعانيها المريض على أمل معالجتها مستقبلاً».
وأشارت الاختصاصية ندى عمر إلى أن الجمعية تعمل على تحويل المرضى الخاضعين لرعايتها إلى الضمان الاجتماعي، وخصوصاً الأرامل والمطلقات والأيتام، لمساعدتهم في الحصول على مساعدات مالية، وإلى مكتب العمل لتمكينهم من التدريب ونيل فرص وظيفية لائقة.
ولفتت إلى أن الجمعية تقدم للمرضى برامج تدريبية وترفيهية كما تقدم لهم سلال غذائية شهرية، وكميات من الخضار والفواكه أسبوعياً، وتلحقهم بلقاءات شهرية لمجموعات الدعم النفسي الموجهة للرجال «المتعايشين» والنساء «المتعايشات»، والتي تقام في يوم منفصل لكل من الجنسين، وتتناول مواضيع مختلفة، مشيرة إلى أن اللقاء الأخير في شهر رمضان تناول موضوع «الاسترخاء».
وأوضحت أن الهدف من مجموعات الدعم هو تحسين الحالة النفسية للمرضى، وبناء قدرات، وإزالة الضغوط، كما يتم تقديم الهدايا العينية لهم في كل زيارة لتشجيعهم على الاستمرار في الحضور والمشاركة. وقالت الاختصاصية الاجتماعية «تحدد الجمعية موعد للقاء الشهري، وتبلغ المشاركين فيه بالموعد، ويعين قائد وقائدة للمجموعتين، التي تضم كل منها نحو 15 شخصاً»، منوهة إلى أن المنتسبين لمجموعات الدعم يستخدمون في البداية أسماء مستعارة، قبل أن يبدأوا لاحقاً بالتعارف فيما بينهم، بل وحتى تبادل أرقام هواتفهم الجوالة للاستمرار في التواصل خارج الجمعية.
وأوضحت أن أكثر شيء يعانيه الاختصاصيون العاملون في الجمعية هي مشكلة«الوصمة» السلبية التي يلحقها المجتمع للمصابين بمرض الإيدز، وتسبب لهم خوفاً كبيراً، وتمتد هذا المخاوف لتشمل القلق من رؤيتهم من الآخرين لحظة دخولهم إلى مقر الجمعية والتعرف عليهم، خصوصاً أن أغلب الحالات لا يعرف أفراد أسرهم أو معارفهم بأمر إصابتهم بالمرض، كما أنهم يخشون من تعرف الآخرين من المتعايشين والمتعايشات على هوياتهم الحقيقية.
وأشارت إلى أن بعض المتعايشات يرفضن في البداية حتى مجرد الكشف عن وجوههن للعاملات في الجمعية، مؤكدة أن الشابات الصغيرات في السن هن الأكثر تأثراً بصدمة المرض، وأكثر قلقاً تجاه المستقبل.
وأكدت الاختصاصية ندى عمر :
أن حالة الخوف والقلق تبدأ تدريجياً في التبدد لدى المصابين، بسبب برامج الرعاية والدعم التي تقدمها الجمعية، بل وحتى تقبل المجتمع التدريجي لهم، خصوصاً أن عدداً من الجهات الرسمية والأهلية بدأت في الانفتاح عليهم وتقديم الخدمات لهم، إضافة إلى اطمئنانهم إلى أنهم آمنون في الجمعية، وجميع المعلومات الخاصة بحالاتهم محاطة بالسرية الكاملة.
ولفتت الاختصاصية الاجتماعية إلى أنه مع مرور الوقت، يبدأ المتعايشون والمتعايشات في الحرص على التواصل مع الجمعية، والاتصال المستمر للاستفسار عن أي برامج تدريبية أو محاضرات، مشددة في المقابل على ضرورة أن يبادر المجتمع إلى تقبل المصابين بالمرض، وعدم رفضهم وإقصائهم والنظر إلى نظرة سلبية تؤذيهم.
وأشارت الاختصاصية ندى عمر :
إلى أن الجمعية نظمت أخيراً برنامجاً صيفياً تعليمياً وترفيهياً موجهاً لكافة أفراد أسر المصابين بمرض الإيدز، تضمن برامج تدريبية لتطوير الذات، وتوسيع آفاق أفراد الأسرة، مثل الإسعافات الأولية والأشغال اليدوية والقراءة السريعة وتفسير القرآن والمحاضرات الدينية، ومنحهم تذاكر لأطفالهم لزيارة مدن الألعاب الترفيهية.
كما تنظم الجمعية المحاضرات والندوات التعريفية والتوعوية حول المرض خارج مقرها، بناءً على طلب جهات عدة، من بينها المدارس، والمراكز التجارية والمعارض، بمشاركة الاختصاصيين والاختصاصيات العاملين فيها.
وأوضحت أن الجمعية تحرص على الإعداد لتقديم المساعدات للمرضى في المناسبات السنوية، وتوفير الاحتياج لكل منها، مثل توفير المستلزمات المدرسية، وأضحية الحج، وسفرة رمضان، وملابس العيد، والألعاب، وتمكين المرضى من أداء فريضتي الحج والعمرة لمن يرغب.
منقول..
نقل زوجها المرض إليها قبل أن يتوفى.. وأخفت سرها طوال 9 سنوات عن أقاربها ومعارفها
جدة: نايف الراجحي
جاهدت السعودية (س م)، طوال السنوات التسع الماضية، لتنزع رداء الخوف والرهبة وترتدي ثوب «التعايش» مع مرض الإيدز. بعد أن اتخذ المرض لنفسه من جسدها مسكناً، في حدث «مأساوي» غير مسار حياتها إلى الأبد. هي إحدى المصابات السعوديات بالمرض، لكن قصتها تعتبر نموذجاً لحال الكثيرين غيرها ممكن أن يعانوا آلام المرض والظروف الاجتماعية الصعبة وقسوة نظرة المجتمع.
انتقل مرض«الإيدز» إلى جسد (س م 43 عاماً) عن طريق زوجها قبل تسع سنوات. ولم يطل الزوج مقامه معها في هذه الدنيا، فغادرها قبل سبع سنوات، وترك لها طفلة واحدة رحلت هي الأخرى عن الحياة لاحقاً بعد معاناتها من مرض آخر.
بدأت قصة (س م) مع الإيدز باكتشاف المرض في جسد الزوج، ما استدعى فحصها طبياً للتأكد من احتمال انتقال المرض إليها، فكانت «صدمة» النتيجة الإيجابية قاسية ومؤلمة، ما استدعى تلقيها علاجاً بالمهدئات استمر عاماً كاملاً، خلافاً للعلاج والدعم النفسي الذي مكنها مع مرور الوقت من تجاوز صدمة المرض، إلى التعايش معه، فانضمت إلى قائمة المرضى «المتعايشين» مع الإيدز في السعودية.
وعلى رغم مرور تلك السنوات الطويلة، ما زالت إصابة (س م) بالإيدز سراً تكتمه هي وأفراد أسرتها، فلا يعلمه أي من الأقارب والمعارف والجيران، لخشيتها من جحيم «الوصمة» السلبية التي تطارد المصابين بالمرض كـ«لعنة» صعبة الزوال، وتحولهم إلى منبوذين اجتماعياً حتى من قبل الشرائح المتعلمة.
ومع ذلك، لم تسلم هذه الأربعينية من سلبيات الإصابة بالمرض، فمنذ أن رحل زوجها وهي في سن 33 عاماً رفضت كل من تقدموا لطلب يدها للزواج، هي تعلم وهم لا يعلمون السبب، لكنه القدر شاء لها أن تواجه تحدي الحياة بالدعم الذي تتلقاه من أفراد أسرتها، ومن الأطباء والاختصاصيين المعالجين لها، وأخيراً من المنتسبين إلى الجمعية السعودية لمرضى الإيدز.
وتشرح ظروف أسرتها الاجتماعية الصعبة، موضحة أن الجمعية أحالتها أخيراً إلى «الضمان الاجتماعي» لتلقي مساعدة شهرية تعينها على مواجهة تلك الظروف وصعوبات الحياة، إلا أن طلبها قوبل بالرفض، بحجة أن لديها دخلا ماديا يتمثل في راتب زوجها التقاعدي البالغ 1700 ريال فقط، وهو مبلغ تؤكد أنه لا يفي بمتطلباتها المعيشية مع أسرتها، مشيرة إلى أن مسؤولي الضمان اكتفوا بمنحها مساعدة مقطوعة لمرة واحدة قدرها 8 آلاف ريال، لكنها ذهبت في سداد الديون المستحقة عليها.
ومع جميع هذه الصعوبات والتحديات، تتحدث (س م) بثقة كبيرة وقدرة على التعبير الجيد عن آرائها ومشكلاتها، على رغم حصولها على مستوى تعليمي متدن، مرجعة السبب للبرامج التدريبية وبرامج الدعم النفسي والرعاية الاجتماعية التي يقدمها لها العاملون في الجمعية السعودية لمكافحة الإيدز، ما مكنها من تجاوز محنة المرض، ودفعها إلى الإقبال على الحياة، والإيمان بقدرية المرض، بل وأبدت استعداداً كاملاً لمساعدة أي مصابة جديدة بالمرض، وتقديم الدعم لها.
وفيما شددت على ضرورة الالتزام بالفحص الطبي ما قبل الزواج، وأكدت على أهميته، ناشدت المجتمع بأن يتقبل أن المصابين بمرض الإيدز هم أشخاص طبيعيون، وبالإمكان التعايش معهم، مؤكدة أنه مرض كغيره من الأمراض، ومن ينبذ المصابين به اليوم قد يصاب به غداً.
كما طالبت الجهات المعنية بتقديم الدعم والرعاية اللازمين لهذه الفئة، مشيرة إلى صعوبة الحصول على فرصة عمل للمصابين بالمرض، خصوصاً أن جهات العمل تطلب دائماً فحوصات طبية قبل الالتحاق بالوظيفة.
من جانبها، أوضحت ندى عمر، الاختصاصية الاجتماعية في الجمعية السعودية لمكافحة الإيدز لـ«الشرق الأوسط»، أن الجمعية تستقبل المصابين بالإيدز المحالين إليها من مستشفى الملك سعود بجدة، وهو المستشفى المتخصص في علاج هذه الحالات، موضحة أن المرضى يحالون في البداية وهم يحملون أرقاماً كودية بديلة عن هوياتهم الحقيقية، وتمنحهم الجمعية أرقاماً أخرى غيرها.
وأضافت الاختصاصية الاجتماعية «نعد لكل حالة ملفاً يتضمن معلومات مبسطة عن الوضع الصحي، وأخرى موسعة عن الظروف الاجتماعية، كالحالة الاقتصادية وموارد الدخل، والمستوى التعليمي، وعدد الأطفال وظروف سكنهم، وحفظ أية إثباتات عن مشكلات مادية يعانيها المريض على أمل معالجتها مستقبلاً».
وأشارت الاختصاصية ندى عمر إلى أن الجمعية تعمل على تحويل المرضى الخاضعين لرعايتها إلى الضمان الاجتماعي، وخصوصاً الأرامل والمطلقات والأيتام، لمساعدتهم في الحصول على مساعدات مالية، وإلى مكتب العمل لتمكينهم من التدريب ونيل فرص وظيفية لائقة.
ولفتت إلى أن الجمعية تقدم للمرضى برامج تدريبية وترفيهية كما تقدم لهم سلال غذائية شهرية، وكميات من الخضار والفواكه أسبوعياً، وتلحقهم بلقاءات شهرية لمجموعات الدعم النفسي الموجهة للرجال «المتعايشين» والنساء «المتعايشات»، والتي تقام في يوم منفصل لكل من الجنسين، وتتناول مواضيع مختلفة، مشيرة إلى أن اللقاء الأخير في شهر رمضان تناول موضوع «الاسترخاء».
وأوضحت أن الهدف من مجموعات الدعم هو تحسين الحالة النفسية للمرضى، وبناء قدرات، وإزالة الضغوط، كما يتم تقديم الهدايا العينية لهم في كل زيارة لتشجيعهم على الاستمرار في الحضور والمشاركة. وقالت الاختصاصية الاجتماعية «تحدد الجمعية موعد للقاء الشهري، وتبلغ المشاركين فيه بالموعد، ويعين قائد وقائدة للمجموعتين، التي تضم كل منها نحو 15 شخصاً»، منوهة إلى أن المنتسبين لمجموعات الدعم يستخدمون في البداية أسماء مستعارة، قبل أن يبدأوا لاحقاً بالتعارف فيما بينهم، بل وحتى تبادل أرقام هواتفهم الجوالة للاستمرار في التواصل خارج الجمعية.
وأوضحت أن أكثر شيء يعانيه الاختصاصيون العاملون في الجمعية هي مشكلة«الوصمة» السلبية التي يلحقها المجتمع للمصابين بمرض الإيدز، وتسبب لهم خوفاً كبيراً، وتمتد هذا المخاوف لتشمل القلق من رؤيتهم من الآخرين لحظة دخولهم إلى مقر الجمعية والتعرف عليهم، خصوصاً أن أغلب الحالات لا يعرف أفراد أسرهم أو معارفهم بأمر إصابتهم بالمرض، كما أنهم يخشون من تعرف الآخرين من المتعايشين والمتعايشات على هوياتهم الحقيقية.
وأشارت إلى أن بعض المتعايشات يرفضن في البداية حتى مجرد الكشف عن وجوههن للعاملات في الجمعية، مؤكدة أن الشابات الصغيرات في السن هن الأكثر تأثراً بصدمة المرض، وأكثر قلقاً تجاه المستقبل.
وأكدت الاختصاصية ندى عمر :
أن حالة الخوف والقلق تبدأ تدريجياً في التبدد لدى المصابين، بسبب برامج الرعاية والدعم التي تقدمها الجمعية، بل وحتى تقبل المجتمع التدريجي لهم، خصوصاً أن عدداً من الجهات الرسمية والأهلية بدأت في الانفتاح عليهم وتقديم الخدمات لهم، إضافة إلى اطمئنانهم إلى أنهم آمنون في الجمعية، وجميع المعلومات الخاصة بحالاتهم محاطة بالسرية الكاملة.
ولفتت الاختصاصية الاجتماعية إلى أنه مع مرور الوقت، يبدأ المتعايشون والمتعايشات في الحرص على التواصل مع الجمعية، والاتصال المستمر للاستفسار عن أي برامج تدريبية أو محاضرات، مشددة في المقابل على ضرورة أن يبادر المجتمع إلى تقبل المصابين بالمرض، وعدم رفضهم وإقصائهم والنظر إلى نظرة سلبية تؤذيهم.
وأشارت الاختصاصية ندى عمر :
إلى أن الجمعية نظمت أخيراً برنامجاً صيفياً تعليمياً وترفيهياً موجهاً لكافة أفراد أسر المصابين بمرض الإيدز، تضمن برامج تدريبية لتطوير الذات، وتوسيع آفاق أفراد الأسرة، مثل الإسعافات الأولية والأشغال اليدوية والقراءة السريعة وتفسير القرآن والمحاضرات الدينية، ومنحهم تذاكر لأطفالهم لزيارة مدن الألعاب الترفيهية.
كما تنظم الجمعية المحاضرات والندوات التعريفية والتوعوية حول المرض خارج مقرها، بناءً على طلب جهات عدة، من بينها المدارس، والمراكز التجارية والمعارض، بمشاركة الاختصاصيين والاختصاصيات العاملين فيها.
وأوضحت أن الجمعية تحرص على الإعداد لتقديم المساعدات للمرضى في المناسبات السنوية، وتوفير الاحتياج لكل منها، مثل توفير المستلزمات المدرسية، وأضحية الحج، وسفرة رمضان، وملابس العيد، والألعاب، وتمكين المرضى من أداء فريضتي الحج والعمرة لمن يرغب.
منقول..
