على الرغم من مرور أكثر من 60 عاما على إنتاج البندقية الآلية التي تعرف بالكلاشنيكوف فإنها لا تزال من أكثر الأسلحة الرشاشة شهرة واستخداما في العالم.
أما مصمم البندقية الآلية ، ميخائيل كلاشنيكوف فقد تجاوز التسعين من العمر ويمضي ما تبقى حياته في ضواحي مدينة إيجيفسك الروسية. إنه بين الحين والأخر يطلع على الأسلحة الحديثة، لكن سلاحه المفضل يبقى ما صنعته يداه.
سيرة حياة ميخائيل كلاشنيكوف
ولد اللواء ميخائيل كلاشنيكوف مصمم الاسلحة الخفيفة البارز في الاتحاد السوفيتي وروسيا ودكتور العلوم الفنية في 10 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1910 في اقليم ألتاي الروسي، وذلك في عائلة كثيرة الاولاد. وكان والده تيموفيه كلاشنيكوف من ملاك الارض الصغار في روسيا، الامر الذي تسبب في تهجيره من وطنه الى سيبيريا في عهد سلطة البلاشفة. واضطر إبنه ميخائيل كلاشنيكوف الى تزييف أوراقه الشخصية لكي يثبت براءته امام السلطة البلشفية من حيث انحداره الطبقي. ثم وصل ميخائيل كلاشنيكوف الى كازاخستان حين عمل في محطة للسكك الحديد . وفي عام 1936 تم تجنيده وخدم في الجيش الاحمر سائقا للدبابة بفوج الدبابات المرابط في أوكرانيا الغربية. وأظهر ميخائيل كلاشنيكوف خلال خدمته في الجيش الاحمر قدرته على الاختراع وصمم عدادين حديثين لطلقات مدفع الدبابة والوقود المستهلك فيها وملزمة ملحقة بالمسدس " تي تي" تساعد على زيادة فاعلية الرمي عبرثقب في برج الدبابة. وأصبح الاختراع الاخير ذا اهمية خاصة لوحدات الدبابات في الجيش الاحمر . والدليل الساطع على ذلك هو استدعاء كلاشنيكوف ليحضر اجتماع قادة منطقة كييف العسكرية حيث أبلغ قائدها غيورغي جوكوف اختراعه الجديد. وبعد التخرج من مدرسة الدبابات تم إيفاد الرقيب كلاشنيكوف الى مصنع "فوروشيلوف" الواقع في مدينة لينينغراد ( بطرسبورغ حاليا) ليعمل على تطوير اختراعاته.
في يونيو/ حزيرا عام 1941 بدأت الحرب الوطنية العظمى للشعب السوفيتي ضدألمانية النازية. وفي أكتوبر عام 1941 جرح قائد الدبابة ميخائيل كلاشنيكوف في معركة بالقرب من مدينة بريانسك، وتم نقله إلى إحدى المستشفيات للعلاج . وهناك في المستشفى قام بدراسة عدة تصاميم للأسلحة النارية وإنتهى إلى وضع تصميم لبندقية آلية مشتقة من بندقية إستعلمها الألمان في الحرب. ثم تم تقديم نموذج جديد لتجربته الى البروفسور بلاغونرافوف كبير المتخصصين الروس في مجال تصميم الاسلحة الخفيفة . وبالرغم من ان تقييمه لهذا الاختراع كان سلبيا بشكل عام فان البروفسور أشار الى قدرة ميخائيل كلاشنيكوف الفائقة على الابتكار واقترح ترشيحه ليتلقى تعليما تقنيا إضافيا. وجرت فيما بعد تجربة بندقية الكلاشنيكوف الآلية في إدارة المدفعية للجيش الاحمر، فأبرز خبراء الادارة إيجابيات التصميم، لكنهم لم ينصحوا بإقرار البندقية الجديدة بصفتها سلاحا يزود به الجيش الاحمر لأسباب فنية بحتة.
ومنذ عام 1942 عمل كلاشنيكوف في ميدان الرماية المركزي الخاص بالاسلحة الخفيفة والتابع لادارة المدفعية في الجيش الاحمر حيث صمم نموذجا تجريبيا للبندقية شبه الآلية التي لم يتم اعتمادها كسلاح نظامي في الجيش ايضا ، لكنها أصبحت اساسا لبندقية الكلاشنيكوف الآلية. ومنذ عام 1945 بدأ ميخائيل كلاشنيكوف العمل على تصميم سلاح آلي يستخدم طلقات عيار 7.62 مم .
و في عام 1947 فاز سلاح صممه كلاشنيكوف بمسابقة الاسلحة الخفيفة . ومنذ ذلك الحين سميت هذه البندقية باسم مصممها لتشتهر بعد ذلك بهذا الاسم "كلاشنيكوف" التي تعرف كذلك باسم AK-47
ثم تم تسريح ميخائيل كلاشنيكوف من الجيش، فانتقل الى مدينة إيجيفسك الواقعة في شمال غرب روسيا، حيث استمر في عمله التصميمي بمعمل " ايجماش".
وفي الفترة ما بين الخمسينات والسبعينات قام كلاشنيكوف بتصميم نماذج موحدة للاسلحة الخفيفة تم اعتمادها بصفتها اسلحة تزود بها وحدات الجيش السوفيتي وضمنها:
1 - بندقية الكلاشنيكوف الآلية المحدثة ( آ كي أم)،
2 – رشاش الكلاشنيكوف الخفيف (أر بي كا)،
3- رشاش الكلاشنيكوف الثقيل (بي كا)،
4- رشاش الكلاشنيكوف الثقيل للدبابات (بي كا تي) الذي ينصب الى جانب مدفع الدبابة،
5- بندقية الكلاشنيكوف الآلية المستخدمة طلقات عيار 5.74 مم (آ كا- 74).
يمارس ميخائيل كلاشنيكوف هوايات، وبينها هواية تصميم بنادق الصيد. وتحظى بندقية الصيد شبه الآلية من طراز "سايغا" المصممة على قاعدة بندقية الكلاشنيكوف الآلية بشعبية بالغة لدى هواة الصيد في روسيا وخارجها. واخترع ميخائيل كلاشنيكوف أكثر من عشرة نماذج من بنادق الصيد من طراز "سايغا" وبينها "سايغا- 410" و" سايغا – 20 اس" اللتان لا تزالان لحد الآن قيد الانتاج في شركات الاسلحة الروسية .
ويعد ميخائيل كلاشنيكوف مصمما عالميا ، وشهرته لا حدود لها. فقد بعث مرة الفيلسوف والمتخصص في الاسلحة أدوارد كلينتون أيزيل برسالة شخصية الى كلاشنيكوف كتب على مظروفها فقط : الاتحاد السوفيتي ، ميخائيل كلاشنيكوف.وبدون ان يذكر العنوان الكامل . وبالطبع تلقى كلاشنيكوف تلك الرسالة بالرغم من انه يقطن روسيا ألاف من الاشخاص الذين يحملون هذا الاسم.
أما فيما يتعلق باختراع ميخائيل كلاشنيكوف الرئيسي - وهو بندقية الكلاشنيكوف الآلية - فانها سميت باختراع القرن العشرين. ووضعت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية قائمة بأهم اختراعات القرن العشرين ابتداءا من دواء الاسبيرين حتى القنبلة الذرية، حيث أدرجت فيها بندقية الكلاشنيكوف الآلية. وبحسب تقدير الخبراء الاجانب فانه صنع في العالم كله بحلول عام 1996 من 70 الى 100 مليون بندقية من هذا النوع تستخدم في 55 دولة في العالم. وتم رسم بندقية الكلاشنيكوف الآلية على أعلام وشعارات بعض البلدان. وحاز ميخائيل كلاشنيكوف لقاء تصميمه لبندقية الكلاشنيكوف الآلية "آ كا-47" على جائزة ستالين من الدرجة الاولى. وفيما بعد حاز على عدد كبير من الجوائز الاخرى.]
أما مصمم البندقية الآلية ، ميخائيل كلاشنيكوف فقد تجاوز التسعين من العمر ويمضي ما تبقى حياته في ضواحي مدينة إيجيفسك الروسية. إنه بين الحين والأخر يطلع على الأسلحة الحديثة، لكن سلاحه المفضل يبقى ما صنعته يداه.
سيرة حياة ميخائيل كلاشنيكوف
ولد اللواء ميخائيل كلاشنيكوف مصمم الاسلحة الخفيفة البارز في الاتحاد السوفيتي وروسيا ودكتور العلوم الفنية في 10 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1910 في اقليم ألتاي الروسي، وذلك في عائلة كثيرة الاولاد. وكان والده تيموفيه كلاشنيكوف من ملاك الارض الصغار في روسيا، الامر الذي تسبب في تهجيره من وطنه الى سيبيريا في عهد سلطة البلاشفة. واضطر إبنه ميخائيل كلاشنيكوف الى تزييف أوراقه الشخصية لكي يثبت براءته امام السلطة البلشفية من حيث انحداره الطبقي. ثم وصل ميخائيل كلاشنيكوف الى كازاخستان حين عمل في محطة للسكك الحديد . وفي عام 1936 تم تجنيده وخدم في الجيش الاحمر سائقا للدبابة بفوج الدبابات المرابط في أوكرانيا الغربية. وأظهر ميخائيل كلاشنيكوف خلال خدمته في الجيش الاحمر قدرته على الاختراع وصمم عدادين حديثين لطلقات مدفع الدبابة والوقود المستهلك فيها وملزمة ملحقة بالمسدس " تي تي" تساعد على زيادة فاعلية الرمي عبرثقب في برج الدبابة. وأصبح الاختراع الاخير ذا اهمية خاصة لوحدات الدبابات في الجيش الاحمر . والدليل الساطع على ذلك هو استدعاء كلاشنيكوف ليحضر اجتماع قادة منطقة كييف العسكرية حيث أبلغ قائدها غيورغي جوكوف اختراعه الجديد. وبعد التخرج من مدرسة الدبابات تم إيفاد الرقيب كلاشنيكوف الى مصنع "فوروشيلوف" الواقع في مدينة لينينغراد ( بطرسبورغ حاليا) ليعمل على تطوير اختراعاته.
في يونيو/ حزيرا عام 1941 بدأت الحرب الوطنية العظمى للشعب السوفيتي ضدألمانية النازية. وفي أكتوبر عام 1941 جرح قائد الدبابة ميخائيل كلاشنيكوف في معركة بالقرب من مدينة بريانسك، وتم نقله إلى إحدى المستشفيات للعلاج . وهناك في المستشفى قام بدراسة عدة تصاميم للأسلحة النارية وإنتهى إلى وضع تصميم لبندقية آلية مشتقة من بندقية إستعلمها الألمان في الحرب. ثم تم تقديم نموذج جديد لتجربته الى البروفسور بلاغونرافوف كبير المتخصصين الروس في مجال تصميم الاسلحة الخفيفة . وبالرغم من ان تقييمه لهذا الاختراع كان سلبيا بشكل عام فان البروفسور أشار الى قدرة ميخائيل كلاشنيكوف الفائقة على الابتكار واقترح ترشيحه ليتلقى تعليما تقنيا إضافيا. وجرت فيما بعد تجربة بندقية الكلاشنيكوف الآلية في إدارة المدفعية للجيش الاحمر، فأبرز خبراء الادارة إيجابيات التصميم، لكنهم لم ينصحوا بإقرار البندقية الجديدة بصفتها سلاحا يزود به الجيش الاحمر لأسباب فنية بحتة.
ومنذ عام 1942 عمل كلاشنيكوف في ميدان الرماية المركزي الخاص بالاسلحة الخفيفة والتابع لادارة المدفعية في الجيش الاحمر حيث صمم نموذجا تجريبيا للبندقية شبه الآلية التي لم يتم اعتمادها كسلاح نظامي في الجيش ايضا ، لكنها أصبحت اساسا لبندقية الكلاشنيكوف الآلية. ومنذ عام 1945 بدأ ميخائيل كلاشنيكوف العمل على تصميم سلاح آلي يستخدم طلقات عيار 7.62 مم .
و في عام 1947 فاز سلاح صممه كلاشنيكوف بمسابقة الاسلحة الخفيفة . ومنذ ذلك الحين سميت هذه البندقية باسم مصممها لتشتهر بعد ذلك بهذا الاسم "كلاشنيكوف" التي تعرف كذلك باسم AK-47
ثم تم تسريح ميخائيل كلاشنيكوف من الجيش، فانتقل الى مدينة إيجيفسك الواقعة في شمال غرب روسيا، حيث استمر في عمله التصميمي بمعمل " ايجماش".
وفي الفترة ما بين الخمسينات والسبعينات قام كلاشنيكوف بتصميم نماذج موحدة للاسلحة الخفيفة تم اعتمادها بصفتها اسلحة تزود بها وحدات الجيش السوفيتي وضمنها:
1 - بندقية الكلاشنيكوف الآلية المحدثة ( آ كي أم)،
2 – رشاش الكلاشنيكوف الخفيف (أر بي كا)،
3- رشاش الكلاشنيكوف الثقيل (بي كا)،
4- رشاش الكلاشنيكوف الثقيل للدبابات (بي كا تي) الذي ينصب الى جانب مدفع الدبابة،
5- بندقية الكلاشنيكوف الآلية المستخدمة طلقات عيار 5.74 مم (آ كا- 74).
يمارس ميخائيل كلاشنيكوف هوايات، وبينها هواية تصميم بنادق الصيد. وتحظى بندقية الصيد شبه الآلية من طراز "سايغا" المصممة على قاعدة بندقية الكلاشنيكوف الآلية بشعبية بالغة لدى هواة الصيد في روسيا وخارجها. واخترع ميخائيل كلاشنيكوف أكثر من عشرة نماذج من بنادق الصيد من طراز "سايغا" وبينها "سايغا- 410" و" سايغا – 20 اس" اللتان لا تزالان لحد الآن قيد الانتاج في شركات الاسلحة الروسية .
ويعد ميخائيل كلاشنيكوف مصمما عالميا ، وشهرته لا حدود لها. فقد بعث مرة الفيلسوف والمتخصص في الاسلحة أدوارد كلينتون أيزيل برسالة شخصية الى كلاشنيكوف كتب على مظروفها فقط : الاتحاد السوفيتي ، ميخائيل كلاشنيكوف.وبدون ان يذكر العنوان الكامل . وبالطبع تلقى كلاشنيكوف تلك الرسالة بالرغم من انه يقطن روسيا ألاف من الاشخاص الذين يحملون هذا الاسم.
أما فيما يتعلق باختراع ميخائيل كلاشنيكوف الرئيسي - وهو بندقية الكلاشنيكوف الآلية - فانها سميت باختراع القرن العشرين. ووضعت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية قائمة بأهم اختراعات القرن العشرين ابتداءا من دواء الاسبيرين حتى القنبلة الذرية، حيث أدرجت فيها بندقية الكلاشنيكوف الآلية. وبحسب تقدير الخبراء الاجانب فانه صنع في العالم كله بحلول عام 1996 من 70 الى 100 مليون بندقية من هذا النوع تستخدم في 55 دولة في العالم. وتم رسم بندقية الكلاشنيكوف الآلية على أعلام وشعارات بعض البلدان. وحاز ميخائيل كلاشنيكوف لقاء تصميمه لبندقية الكلاشنيكوف الآلية "آ كا-47" على جائزة ستالين من الدرجة الاولى. وفيما بعد حاز على عدد كبير من الجوائز الاخرى.]