]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قريت موضوع وصلني وحبيت انقله لحضراتكم
كلمات مأخوذه
كانت البداية فى أحد مطاعم اسطنبول حين أثار انتباهى أن وعاء الملح كتبت عليه بالأحرف اللاتينية كلمة «طز»، وهو ما استغربت له.
ومن باب الفضول حاولت أن أتحرى العلاقة بين الملح والكلمة، التى أصبحت تجرى على لساننا، مسكونة بمعانى عدم الاكتراث والرداءة وقلة القيمة.
لم أجد لها أثرا فى قواميسنا اللغوية. وحين رجعت إلى كتاب «المحكم فى أصول الكلمات العامية»،
وجدت انها فى الفارسية تكتب دز (بكسر الدال) وتطلق على ما هو قبيح أو ردىء أو سيئ الخلق.
وفى التركية تكتب «طكز» وينطقها العامة طُنز التى تعنى السخرية والهزل.
وفى لسان العرب أن الطنز هو السخرية. وقد عربت الكلمة وحرفت إلى طُز،
وقالوا لى فى تركيا إنهم أطلقوا على الملح كلمة طز للتدليل على تواضع شأنه وقلة قيمته.
سألت أحد أساتذة التاريخ، إذا سلمنا بكل ذلك، فما الذى أوصل الكلمة إلى البلدان العربيه وأشاعها على ألسنة الناس بنفس المعنى تقريبا؟
رد صاحبنا قائلا إنه فى عهد الدولة العثمانية كان جباة الضرائب يحصلونها من التجار عن كل سلعة يبيعونها، ويستثنون الملح لقلة شأنه واستصغارا لقيمته.
وإذ أدرك التجار ذلك فإنهم لجأوا إلى حيلة بسيطة للتهرب من الضرائب.
إذ اصبحوا يخفون بضاعتهم فى قاع أجولة أو أوعية كبيرة ويضعون فوقها طبقة من الملح، لا تظهر شيئا من السلعة المخفية. وحين كان يمر عليهم جباة الضرائب ويسألونهم عما لديهم فإنهم كانوا يشيرون إلى تلك الأجولة والأوعية قائلين: «فيها طز»، مستخدمين مفردات لغتهم التركية.
ومنذ ذلك الحين ارتبطت الكلمة بالملح عند الأتراك، وسرت على ألسنة العرب بالمعنى المتداول فى الوقت الراهن